الأولوية للتثقيف المدني والمعرفة التكنولوجية
  • هذا الموضوع فارغ.
المعاينة 0 الرد المواضيع
  • الكاتب
    المشاركات
    • #17180
      admin admin
      مدير عام

      فريد شهاب

      يبدو الحديث عن التثقيف المدني أمراً بديهياً ولكن لنكن واقعيين، لا يمكن لمشروع تثقيفي توحيدي أن يبلغ الهدف (أن ينجح).

      فهمت الطوائف والأحزاب جيداً أهمية التعليم بالنسبة لوجودها، فارتبطت به واعتبرته بمثابة صيدها الثمين وقد تكون معارضتها أمراً طائشاً، غير منتج وغير فعال في كل الأحوال.

      إن مستوى التعليم (الرسمي) في الدولة ليست مثالياً ولكنه جيد بما فيه الكفاية في المدارس الخاصة أو تلك التي تبنتها الأحزاب.

      ومع ذلك، فإن المدارس الحكومية هي التي تحتاج إلى تحسين مستواها التعليمي. هناك فرصة للقيام بذلك ولإدخال برنامج التربية المدنية) التعليم المدني فيها أيضاً. المشكلة هي أن هذا التعليم لا يمكن أن يتم على مستويين، يجب أن يكون للجميع، (يجب أن يطبق على الجميع، ولكن كيف؟

      (هناك) توجد هنا مشكلة يمكننا أن نحوّلها إلى فرصة لأن أخذ المبادرة في التعليم المدني (التربية المدنية) على مستوى الوطن (الصعيد الوطني) يشكل لغة توحيدية جديدة، قادرة على إيقاظ الضمير الوطني.

      إن المقعد الدراسي الجديد يتمثل بالإنترنت بقدر ما يتمثل بالمدرسة نفسها(إن المقعد الدراسي الجديد هو الإنترنت بقدر ما هو المدرسة نفسها) على المجموعة المثرة المدنية واللا سياسية  أن تفكر في هذا الاتجاه. فيمكن إنشاء برنامج مدرسي فرضي (رقمي) يكون موجهاً لمستخدمي الإنترنت من الشباب. (للشباب الذين يستخدمون الإنترنت) ويكون المحتوى مختلفاً عن المواد التي تدرس في المدرسة إذ يتعلق الأمر بالتعليم المدني وليس الأكاديمي. وهذا التعليم سيكون متاحاً للأهالي (للأهل) بقدر ما هو متاح للأولاد. في الحقيقة (في الواقع)  إن صحوة الضمير لدى الأولاد تعيقها تلك التي عند الأهالي، (معاقة من قبل تلك التي عند الأهالي) لسببين مهمين :

      1-  لا يزال الأهالي متأثرون (مأخوذون – مشروطون) بنتائج الحرب الأهلية التي عرفها (شهدها – عاشها) الكثير منهم في بداية شبابهم،  وبثلاثين عاما من النفوذ الحزبي، وبالانعدام التام للروح المدنية (للمفهوم المدني)، فلا يمكنهم التأثير في أولادهم إلا بطريقة قلما تعكس (تحمل – تدل على) ضميراً وطنياً (الضمير الوطني- ضميراً للوطن).

      2-  لم يكتسب الأهالي عادة مشاهدة (استخدام) الشاشة أما الأولاد فبما أنهم أكثر قابلية للتعلم كونهم أكثر عرضة لها (كونهم يشاهدونها أكثر)، يجدون أنفسهم في نهاية المطاف في وضع خطير (غير موزون)، ينظرون في تجاوز التأثير المزدوج للوالدين والأحزاب.

      سيكون دور مجموعة (م.م.م.ل.س.) ضرورياً لتطوير برنامج شعبي وجوهري للتعليم المدني (للتربية المدنية) للأهالي وللطلاب. على هذا التعليم أن يكون ملفتاً للغاية (في غاية الأهمية) ليتمكن من الجذب والترفيه والإغواء والإقناع.

      وسيتم على الأرجح من خلال بث مسلسلات عبر الإنترنت أو على التلفزيون (تلفزيون (م.م.م.ل.س)) ويتم تتنسيق ذلك مع إطلاق النقاشات على طاولات مستديرة ودراسات (أبحاث) حوارية وبلوغات وتبادل أحاديث على فيسبوك، وتويتر وجميع وسائل الإعلام الاجتماعية المتاحة.

      وينبغي أن يصبح التعليم المدني (التربية المدنية) مسلسلاً شعبياً، ونمطاً حقيقياً (أسلوباً واقعياً) وموضوعاً مثيراً للاهتمام، منتجاً، أخاذاً ومحفزاً من خلال جودة السيناريوهات التي سيتم إنتاجها.

      كما عليه أن يجذب (يستدعي) خبراء في المجالات التعليمية والاجتماعية والثقافية والسينمائية ويمكن لهذه المسلسلات الشعبية أن تشكل مصادر للدخل من خلال الإثارة التي ستولّدها والإعلان الذي ستأتي به.

      يمكنها أيضا أن تؤمن لها (تضمن لنفسها) برنامجاً هاما للدخل من خلال الشركات (المؤسسات) الراغبة بالمساهمة في التعليم المدني (التربية المدنية) في إطار أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR).

      يمكن للمجموعة المؤثرة المدنية واللا سياسية  أن تفتح (تسجل) مباشرة عبر الإنترنت موقعاً يتم التبليغ فيه عن السلوك غير المدني. تخيلوا مستخدمي الإنترنت يعملون على تحميل الأخبار السباقة (سباق الأخبار-آخر الأخبار) اليومية التي تضع تحت المهجر (تضيء على – تدل على – تشير إلى) العادات الصارخة والسيئة التي يقوم بها المواطن في كل زاوية من لبنان.

      يمكن لمثل هذا الموقع أن يصبح مكان لقاء شعبي بامتياز وأن يستقطب (يجذب – يجمع – يحشد) المواطنين من كل الاطراف حول لغة مدنية واحدة (مشتركة).

      إن الالتفاف على العقبات (تخطى العقبات) والحواجز وإيجاد السبل الخلاقة لغرس التعليم المدني (التربية المدنية) وقبول الآخر، والضمير الوطني لن يكون مع ذلك أمراً كافيا. فكما هي الحال بالنسبة للمشاريع التي سبق ذكرها في الفصول السابقة، ينبغي رغم ذلك إيجاد منصة للتعليم الأكاديمي المحض (بشكل خاص)، تكون قادرة على تعبئة المواطنين مع حصولها في الوقت نفسه على تأييد القوى الطائفية والسياسية الحاضرة. أما هذه الخطة فموجودة.

      التعليم التكنولوجي

      توحد التكنولوجيا بالروح ما توحده المياه بالحاجة. ليست الثقافة بل الأرقام هي التي تشكل مصادر التكنولوجيا. ليس للأرقام دين أو لغة (الأرقام لا دين لها ولا لغة). فالأرقام هي من ابتكار العقل (النبوغ) العربي بقدر ما هي من ابتكار العقل (النبوغ) الغربي. هناك أرضية تفاهم في هذا المجال وهي تأتي في الوقت المناسب، إذ أننا وخلف حاجتنا للاجتماع (للتوحد) معا، نخسر الحرب الاستراتيجية الأكبر لوجودنا (الحرب الأكثر استراتيجية لوجودنا): المعرفة وقد يكون من الأدق أن نقول: المعرفة التكنولوجية.

      لقد لمع اللبناني دائما بمعرفته ولكن الحرب وعدم الاستقرار والانعدام المستمر للمسؤولية يتسببون بحرماننا (يحرموننا) من المعرفة الجديدة الذي يحملها (يأتي بها) القرن الواحد والعشرون.  المعرفة التكنولوجية.

       يمكننا أن نقلق من اتخاذ المقارنة بين وضع التكنولوجيا في مجال الاتصالات (المعلوماتية) في العالم المتقدم وبين وضعنا الحالي كمعيار. نحن متأخرون كثيراً في مجال الحوسبة السريعة (الاتصالات-المعلوماتية).

      العالم كله يستفيد من السرعة الكبيرة للإنترنت. الطلاب في جميع أنحاء العالم لديهم الإمكانية للحصول على المعرفة بشكل سريع ومباشر، حتى أن بعض الدول (البلدان) صوت لصالح الحق في الحصول على الإنترنت المجاني بينما نحن ننوح يائسين من بطء سرعته عندنا، هذا مع دفع التكاليف الأبهظ في العالم!

      الأمر لا يتعلق هنا إلا بالبنية التحتية وهذا باختصار جوهر الموضوع.  كنت أقرأ جريدة التايم بعددها الصادر في 21 فبراير 2011  أنه في العام 2045، سيبلغ التقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات درجة تقدم العقل الاصطناعي وسيشهد قدرة على تجاوز مجموع الذكاء عند البشرية جمعاء.

      نحن ندعو هذه اللحظة نقطة التفرد في تطور الجنس البشري ولا يبعدنا عن العام 2045 سوى 35 سنة!  (العام 2045 سيحل في غضون 35 عاماً).

      إلى أي عالم تريدون أن ينتمي أبناؤنا في هذه اللحظة (الوقت- الآن)؟ إلى عالم المعرفة أو البربرية؟ إلى عالم ما بعد التنمية المستدامة (اكتشاف النفط المستدام) أو عالم الحرمان البائس؟

      ومع ذلك، نظرا لذكاء شعبه، فإن لبنان هو البلد المتاح له أكثر من غيره أن  يصبح ال”سيليكون فالي”(Silicon Valley) شرق أوسطي غير أننا تأخرنا كثيراً بالمقارنة مع الغرب ، ومع المحيط الهندي والآسيوي وبالمقارنة حتى مع جيراننا العرب الأقرب إلينا.

      إن فرصة التوحيد كبيرة  في هذا المجال. تكفي تعبئة الرأي العام للمطالبة أولا بسرعة عالية للإنترنت (أكرر بأننا الوحيدون الذين لا نملك ذلك حتى الآن وهذا خطأ) ولكن الأهم من ذلك، علينا اتخاذ الإجراءات اللازمة (أن نتحرّك) لإنشاء جامعة متخصصة في مجال التكنولوجيا، والحوسبة، والنانو وعلم الجينات (علم الوراثة).

      جامعة بمستوى علمي عالي لدرجة أن الشباب سيقصدونها وسيتعلمون كيف يتحكمون بالمستقبل. على مقاعد هذه الجامعة  سيتعلمون كيفية التعرف على أنفسهم أكثر، واحترام الذات والعمل مع بعضهم البعض. أمن الصعب تحقيق ذلك؟ لا يزال لبنان يقدم نوعية حياة لا يقدمها أي بلد آخر ولا يزال يتمتع بسمعة أكاديمية جيدة.

      مع مساعدة الدول الصديقة، سيكون من السهل توظيف أفضل المدرسين الدوليين في هذا المجال. أين نبني هذه الجامعة؟ على الارجح في العاصمة ولكن مع مراكز توظيف منتشرة في المدن الأخرى من البلاد.

      بعد ذلك يجب التشجيع على إنشاء مؤسسات التكنولوجيا المتقدمة، وتعزيز الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات والنانو وعلم الوراثة وخلق فرص العمل. إن المكان المثالي  لمثل هذه الإنطلاقة يمكن أن يضاف قرب المناطق الجديدة التي أوجدها الجهد الكهرومائي.

      يجب طبعاً الدفع بها في اتجاه اللامركزية (وسوف نتكلم عن السيليكون فاليه اللبنانية في صيغة الجمع) كم يجب إنشاء ناد صناعي للكمبيوتر يجمع اللبنانيين من كل الطوائف حول (الاستخبارات) والهندسة.

      يجب أن نؤمن بذلك، لأن الكثير من اللبنانيين قد لمعوا في هذه المجالات في جميع أنحاء العالم، سواء في مجال الأبحاث الطبية، أوعلوم الكمبيوتر أو التكنولوجيا. وأود أن أذكر مثالا على ذلك شركة ضاهر اللامعة في المجالات المتخصصة بالتكنولوجيات الفضائية في فرنسا وشركة موريكس التي تسيطر (تدير، تملك) على جزءا هام من السوق العالمية للبرمجيات المصرفية والمالية.

      يمكن للشركات التي تلي أن تكون المختلطة، يتم إنشاؤها بمبادرة مشتركة بين الدولة والمقاولين ودائماً بمشاركة المواطنين. سنتحدث يوما عن البورصة التكنولوجية التي توحد الكثير من اللبنانيين.  بهذه الفكرة الجميلة أبدأ فصلاً آخر يتطرق إلى عبقرية الإنسان (الرجل اللبناني) الاقتصاد (الخلاق) الإبداعي.

المعاينة 0 الرد المواضيع
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

CONTACT US

We're not around right now. But you can send us an email and we'll get back to you, asap.

Sending

Log in with your credentials

or    

Forgot your details?

Create Account