- هذا الموضوع فارغ.
- المشاركات
د.علي بيضون
الثقافة السيبرانية في لبنان هي ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه تعكس التاريخ الغني للبلاد، والتنوع الثقافي فيها، والتطوّر السريع. في السنوات الأخيرة، برز لبنان كمركز للابتكار الرقمي وريادة الأعمال، مع نظام بيئي مزدهر للشركات الناشئة وعدد متزايد من الشباب البارعين في مجال التكنولوجيا الذين ينشطون في المجتمعات والمنصات عبر الإنترنت.
يتمثل أحد الجوانب الرئيسية للثقافة الإلكترونية في لبنان في دور وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة في تشكيل الخطاب العام والنقاش السياسي. يتمتع لبنان بواحد من أعلى معدلات استخدام الفرد لوسائل التواصل الاجتماعي في العالم، والمنصات مثل Facebook وInstagram و WhatsAppمتأصلة بعمق في النسيج الاجتماعي للبلاد. لقد تم استخدامها لحشد المظاهرات وتنظيم الحملات والترويج لقضايا عديدة كحقوق الإنسان وحماية البيئة.
ثمّة جانب آخر مهم للثقافة الإلكترونية في لبنان وهو انتشار وسائل الإعلام الرقمية والصحافة المستقلة. نظرًا لأن وسائل الإعلام التقليدية غالبًا ما تخضع للرقابة الذاتية، فقد تحول العديد من الصحفيين والمدونين الشباب إلى الإنترنت كوسيلة لمشاركة آرائهم وكتابة تقارير حول القضايا التي تهمهم. وقد أدى ذلك إلى ظهور مشهد إعلامي بديل نابض بالحياة يدفع حدود حرية التعبير ويساهم في إضفاء الطابع الديمقراطي على المعلومات.
ومع ذلك، لا تخلو الثقافة السيبرانية في لبنان من التحديات والخلافات. لا يزال الوصول إلى الإنترنت مكلفًا نسبيًا وغير منتظم في بعض أجزاء البلاد، وهناك مخاوف بشأن الخصوصية والأمان عبر الإنترنت. كانت هناك أيضًا حالات من المضايقات والإبتزاز عبر الإنترنت، لا سيما ضد النساء والفئات المهمشة في المجتمع.
بشكل عام، تعتبر الثقافة الإلكترونية في لبنان ظاهرة ديناميكية وسريعة التطور كما أنّها تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل المشهد الاجتماعي والسياسي والثقافي للبلد. إنها شهادة على صمود الشعب اللبناني وإبداعه، ومصدر أمل وإلهام للمستقبل.
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.
