المشروع الجديد، الماء
  • هذا الموضوع فارغ.
المعاينة 0 الرد المواضيع
  • الكاتب
    المشاركات
    • #17178
      admin admin
      مدير عام

      كان للأمة الفينيقية غابات أرز لتحقيق وجودها، وللبنان الجديد، ماؤه. هذا الماء، هذا الجبل الأبيض الرائع الذي يدعونا في فصل الشتاء إلى ّ التحرك، هل يحظى في عقولنا بالأهمية الاستراتيجية التي يستحقها؟ هل ّسخ المفهوم الطارئ الذي تمثله في ذهنية الجسم السياسي؟ الجواب تر ً سلبي للأسف. لقد كانت قضية الماء ضائعة ومهملة لدرجة أننا بلغنا حدا نسينا فيه أهميتها الجوهرية. أنتحدث عن ذلك؟ بالطبع نفعل. ولكن على الصفحة الخامسة من الصحف، في مقالة قصيرة، في مربع المبارزات السياسية، في مربع يعلن عن فضيحة ما أو عن مشروع متروك أو عن إعلان نوايا. إعلان نوايا آخر ظهر في هذه المقالة من لوريان لوجور، تاريخ 16 مارس/آذار وجيد جدا 2011 ،في الصفحة الثامنة، يعطي فكرة عن العقلية السائدة في بعض الأوساط الحكومية وأنا أنسخها بالكامل: تسخين وتخفيض الموارد الهيدرولية من على منبر الوزارة ليعلن صدور ً صحفيا وزير البيئة عقد أمس مؤتمرا تقرير لبنان الثاني حول مؤتمر الأمم المتحدة عن التغير المناخي. ألقى كلمته بحضور مسؤولين عن برنامج الأمم المتحدة التنموي )PNUD )ووزارات معنية أخرى. 164 الماء والهواء والأرض و الإنسان ّعدد الوزير الكثير من التوقعات المتعلقة بالتغيير المناخي في لبنان: ارتفاع متوقع للحرارة، بنسبة درجة واحدة على الساحل ودرجتين في البقاع بحلول العام 2040 وبنسبة 5,3 إلى 5 درجات بحدود العام 2090 . انخفاض في معدل سقوط الأمطار من 10 إلى 20 % بحلول العام 2040 ، ومن 25 إلى 45 % بحلول العام 2090 .ارتفاع في مستوى سطح البحر بنسبة 20 ملليمتر في السنوات الثالثين المقبلة. تدني الموارد المائية من حوالي 250 إلى 800 مليون متر مكعب بحلول العام 2015 ،مع زيادة ملوحة الآبار الارتوازية، وانخفاض مستوى الثلوج بحوالي 40 % في حال ارتفاع الحرارة درجتين، و 70 % في حال بلغ ارتفاع الحرارة الأربع درجات… لمواجهة هذه الوقائع، تحدث الوزير عن تدابير وقائية مثل إعادة التحريج والتنمية المستدامة للغابات، وتحديث القوانين المتعلقة بالمحميات الطبيعية، وتطوير مشاريع لمواجهة نتائج التغير المناخي لاسيما منها الموارد المائية. وشدد خصوصا على الجهود التي تبذلها الوزارة لتأسيس اللجنة الوطنية المسؤولة عن رصد التغير المناخي على الصعيدين الوطني والدولي. من مهام هذه اللجنة: تنظيم وإدارة وتنفيذ الأنشطة المتعلقة بالاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة، وتنمية العالقات مع المنظمات الدولية والبلدان الأخرى في هذا الصدد وتطوير السياسات والتدابير الواجب اتخاذها للحد من آثار التغير المناخي، والتشجيع على استخدام التكنولوجيات 165المشروع الجديد، الماء. الخاصة به، وتنفيذ برامج تدريب وتوعية، والتنسيق بين المؤسسات الحكومية المحلية. ّ أخيرا، ذكر الوزير أن لبنان التزم في خلال قمة كوبنهاغن في العام 2009 ،إنتاج 12 % من احتياجاته من الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة بحلول العام 2020. النية طيبة ولكنها نية ال يكتب لها غد، كالعادة، وكما هو الحال دائما. يمكنني أن أعيد كتابة عشرات المقالات والتصريحات المماثلة التي أدلى وكل وزراء الطاقة والمياه على مدى سنوات، منذ بها الوزير المشار إليه آنفا العام 1946 إلى العام 2011 .ويمكنني أن أعيد تدوين عشرات المبادرات التي اتخذتها الحكومات على مر العقود. ماذا كانت نتيجة ذلك؟ الأرقام والحالة التي سأصفها في هذا الفصل ستكون مذهلة. لأنه على مدى 65 سنة أدركنا أن سد الليطاني، وسد شبروح الجديد، وبعض الخزانات المرتجلة والمتعارضة، ونظام الري الذي مر عليه الدهر تماما، والشبكة الوطنية للأنابيب غير المؤهلة، وخسارة كميات غير مقبولة من المياه وهدر مستفيض. إن هذا الانعدام بالكفاءة في الإدارة وهذا اللاوعي الجماعي وهذا النقص في روح المسؤولية وفي عدم الشعور بخطورة الوضع، وهذا العجز الذي يمنع حكومتنا والجسم السياسي من التحرك، وهذا الصمت المطبق للمجتمع المدني، هي أمور غير مقبولة بكل بساطة. بل وأسوأ من ذلك! 166 الماء والهواء والأرض و الإنسان لقد سمعنا جميعا، ووسائل الإعلام تتفق على تكرار ذلك )تذكروا نظرية  غير كافية! فبعد التخاذل يأتي الخوف(، أن مواردنا المائية ستصبح قريبا الإنكار وتزوير الوقائع! على توليد سترون أن مواردنا المائية ليست فقط كافية بل قادرة أيضا فائض من المياه بما يفوق في قيمته خمسة مليارات دولار أميركي في السنة! لأن المياه تعتبر اليوم من أكثر السلع الاستراتيجية للقرن الواحد والعشرين والمصدر الأول للحروب في العالم. لأننا الجبل الوحيد في الصحراء العربية. لأننا نمثل برج مياه فريد في الجغرافيا الإقليمية. لأن الماء هو أول مصادر ثرائنا. لأنه يمكن للماء أن يجمع أمتنا. فلنطرح الآن مرة أخرى على أنفسنا السؤال بصدق: هل الماء همنا الأول؟ بالتأكيد ال. بالطبع ال. ال وألف ال. لكثرة ما كنا نرى الجبل وثلوجه، انتهى بنا المطاف بالاعتياد على ذلك وبعدم رؤيته بعد الآن وقد أصاب العمى المسؤولين أولا، فالعمى والكسل والجهل والجشع والأنانية وانعدام الرؤية قد قاموا بعملهم التفويضي. الماء يتدفق، الماء ينادي، الماء يهدر، ونحن صامتون. نستهلكه، نجففه، نلوثه ونتجاهل. هذه الحال الذهنية تنبه باستمرار وسائل الإعلام المسؤولة. تحت عنوان »لبنان يبدد مياهه« ّ تكرس مجلة »Levant du Commerce Le »عدد أبريل/نيسان 2011 لدراسة شاملة للبنية التحتية وللتجهيزات المائية الموجودة بالإضافة إلى المشاريع 167 المشروع الجديد، الماء. القائمة والتي لم تتحقق حتى يومنا هذا. هذا على الأرجح المحضر الأحدث الذي يمكننا أن نعتمده في الوقت الحاضر حول التبذير وعدم التكيف والعوز المشاريع التي تتعلق بالبنية التحتية المائية. أترك الكلمة للصياغة وأيضا في مجلة »Levant du LeCommerce:» …) مقتطفات( باعتباره باحة المياه في الشرق الأوسط، يملك لبنان بالمقارنة مع ً ف 10 %فقط من هذه جيرانه، موارد مائية مهمة ال تزال إدارتها بدائية جدا الموارد يتم استغلالها ويسجل البلد خسارة في المياه بمعدل 40 % ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم وجود صيانة لشبكات التوريد. الركود السياسي يمنع تلبية الحاجات الأساسية للبنية التحتية كما يمنع التحديث… ثالث ساعات من مياه الشفة في بيروت خلال موسم الجفاف، 40 % خسارة في أنابيب الضخ، سوق خاص ومواز يمثل 75 %من مصروف المياه في المنازل اللبنانية… إن الأرقام المتعلقة بالإدارة العامة للمياه مذهلة. خبراء البنك العالمي واضحون: »سيعاني لبنان من شح مزمن في المياه بحلول العام 2020 إذا لم يتخذ ّ أي تدبير لتحسين إدارة العرض والطلب للمياه. … قدرات تخزينية ضعيفة، انابيب ضخ عاطلة، كمية كبيرة من المياه تفرغ في البحر دون أن يتم استغلالها وزيادة الطلب على المياه، كلها إشارات تعلن عن هبوب العاصفة… … هذه المبالغ التي غذتها المساعدات الدولية إلى حد كبير ليست فقط غير كافية بل أيضا مضللة: تم تخصيص جزء كبير من الأموال من أجل 168 الماء والهواء والأرض و الإنسان بنى تحتية تعاني من الركود مثل محطات معالجة مياه الصرف الصحي التي ال تعمل لأنها غير متصلة بشبكات المجارير… جديدا … في العام 2000 ، حاولت وزارة الطاقة والمياه أن تضخ زخما بوضع خطة استراتيجية عشرية تهدف الى معالجة النقص في البنية التحتية للبلاد… هذه الخطة التي نالت مواقفة مجلس الوزراء تسعى لتوفير موارد إضافية ً و23 بحيرة من المتوقع ّ أن تشغل 1.1 مليار للمياه من خلال بناء 18 سدا متر مكعب من المياه سنويا… … ومع ذلك، فإن كل استثمار في زيادة إنتاج المياه س ً يذهب هباء إذا لم يترافق مع إصلاح شبكات ضخ المياه… … تعرضوا لتلف جدي خلال الحرب الأهلية ويشكلون السبب الأساسي في هدر 40 %من المياه… … من السدودة ال 18 المقرر بناؤها، تم بناء سد شبروح وحده… … تم وضع قانون، ويسمى قانون المياه، وتم تطويره من قبل فريق من الخبراء الفرنسيين واللبنانيين في إطار مشروع يستند على الإصلاح المؤسساتي لقطاع المياه في لبنان… … ينص من جهة أخرى على إنشاء مجلس وطني للمياه وبنية مؤسساتية داخلية تخضع مباشرة لرئيس الوزراء وتكون مسؤولة عن وضع استراتيجية متماسكة وشاملة. يشرح أيضا مفاهيم ما يعرف بال ملوث الذي يدفع ثمن تلويثه للمياه… 169 المشروع الجديد، الماء. ً على إمكانية إعداد واختيار عقود إدارة تسمح لمؤسسات وهو ينص أخيرا المياه بتوقيع شراكات مع شركات خاصة… … لكن هذا النص الذي انتهت صياغته في العام 2004ال يزال بانتظار مجلس الوزراء. ترتفع أصوات من الطبقة السياسية لفضح تباطؤ الحكام وتغليب المصالح الخاصة عليه… … يتشارك قس ّ م كبير من الناس الخشية من النتائج الكارثية المترتبة عن الجمود في الدولة، فهم ال يتوقعون ّ أن تتحرك الطبقة السياسية لمواجهة التقاعصات المتكررة، لذلك فقد بادروا بإجراءات فردية… … في المرحلة الممتدة بين عامي 1992 و 2006 ،لم تستفد منطقة البقاع ً في إدارة المياه. إلّا من 2 %من الاستثمارات ما جعلها المنطقة الأكثر سوءا … مع توصيل الشبكات العامة لمياه الشفة بالمنازل بنسبة 68 %وجباية فواتير المياه بنسبة 11 ،%يمكن لمصلحة المياه في البقاع ان تتحمل 13 %فقط من مصاريف استغلالها وصيانتها. ال تزال منطقة البقاع تعاني من انقطاع ّ المياه بشكل كبير وبمعدل يصل إلى 14 ساعة في اليوم على مدار السنة… منذ أكثر من ستين سنة تتوالى مشاريع استثمار مياه نهر الليطاني ً في لبنان، لكن النازعات التي يتسبب بها البناء وهو النهر الأكثر فيضا المحتمل للسدود ومشاكل التمويل تستمر في تأخير إنجازها…إن تلوث حوض الليطاني وسد القرعون بلغ مستويات مقلقة نظرا للتفريغ المتكرر للمبيدات في البقاع، ولتسلله إلى مستوى المياه الجوفية. )ختام المقتطفات( 170الماء والهواء والأرض و الإنسان إذن ليست صدفة أن تكون الفكرة الكبرى لهذا الكتاب هي تجنيد ّ الأمة برمتها حول خطة خمسية تهدف إلى تجهيز لبنان ببنية تحتية مائية حديثة وكاملة. – قادرة على تأمين الحاجات الوطنية من مياه الشفة للمنازل والري والصناعة لأجيال القادمة. – قادرة على خلق فائض من الطاقة اللازمة للتنمية. – قادرة على تطوير مناطق زراعية، سياحية وسكنية جديدة. – قادرة على تأمين مداخيل ثابتة من خلال بيع الفائض من المياه إلى الدول المجاورة. – قادرة على التوحيد. المياه تتدفق من الشمال إلى الجنوب. اللبنانيون على اختلاف طوائفهم، على اختلاف فصائلهم، على اختلاف أحزابهم، على اختلاف مواقعهم الجغرافية، على اختلاف ً يستفيد من الموارد ً جزءا طبقاتهم الاجتماعية ، يشكلون جسديا ً وهي على الأرجح المحفز المائية. هذه الخطة تشملهم جميعا الأكبر لضمير مشترك. إن تجاهل هذا الواقع هو جريمة بحق الوطن. قد يقول البعض بأن الفكرة ليست جديدة فمشروع يتضّمن سبعة عشر ً. في الواقع كان هناك منذ الاستقلال أبطال ذو احتمال موجود مسبقا سّدا رؤى حاولوا تطبيق سياسة مترابطة حول البنية التحتية للمياه. أذكر منهم ً للدراسات والمشاريع موريس الجميل، ألبير نقاش وإبراهيم عبد العال نظرا 171 المشروع الجديد، الماء. المائية العديدة المنفذة والتي لم تكن كافية للأسف، وللجهود الدؤوبة التي بذلها أبطال معاصرون مثل فادي قمير )واضع دراسة هامة حول المياه في ً للاجتهاد الذي يحارب به الجمود لبنان ومدير وزارة الطاقة والمياه( نظرا ً لمقاربتها الصحافية حول المياه وصراعات الحاصل، وليانا تامر نظرا ً للجهود التي المنطقة، ووائل حمدان مدير جمعية إندي آكت )Act Indy )نظرا ّ تتكبدها هذه المنظمة غير الحكومية في المحافظة البيئية على مواردنا المائية، ومجلس الإنماء والإعمار )CDR ،)والفاو )FAO ،)والبنك الدولي، ً وكمال سليم وهو باحث في المجلس الوطني للبحوث العلمية )CNRS )نظرا لجهودهم المشتركة في سبيل الاستثمار المستدام لثروتنا الزرقاء، وأخيرا ً لطيبتهم التي سمحت لي بالوصول إلى دراسة عن رامي ودايفيد قرم نظرا المياه لم تنشر بعد وستأتي تاليا في العام 1992 ، ّ تولى رامي ودافيد قرم، أبناء الشاعر ورجل الأعمال الكبير، المأسوف عليه شارل قرم، المبادرة بتمويل دراسة كاملة حول الموارد المائية اللبنانية لأكبر خبراء المادة العالميين: شركة بارسونز ماين الدولية )Inc International Main Parsons.) بأنهم أهم خبراء التحليل والبحث هؤلاء المستشارين معروفون عالميا ّص منطقتنا، فقد اشتهروا بدراسة جرت عن الموارد المائية. وفيما يخ ّ حينها، عن الموارد المائية في وادي الأردن، تمت بقيادة الأمم المتحدة وبطلب منها وتحت رعايتها في إطار وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى. إن هذه الدراسة المعروفة بخطة 172 الماء والهواء والأرض و الإنسان جونستون )Plan Johnston ،)قادتها سلطة وادي تينيسي )Valley Tennessee Authority)؛ أولئك هم أنفسهم الذين هيأوا للمشروع الجديد )Deal New) مع الرئيس روزفلت. الدراسة تثبت أن المعدل السنوي لهطول الأمطار في لبنان يبلغ حوالي عشرة آلاف مليون متر مكعب. وتخطى الاستهلاك حوالي 560,2 مليون متر مكعب في العام 2015 وبفائض محتمل بنسبة 940,1 مليون متر مكعب. احسبوا قيمة العائدات! سنعود بالتفصيل إلى هذه الأرقام الكاشفة. تم تقديم هذه الدراسة التي كلفت مليون دولار الى الحكومة في عام 1993 . كانت أولوياتها في ذلك الوقت إعادة بناء وسط المدينة فتم تجاهل الدراسة أو ما شابه ذلك. وزير الطاقة والمياه طالعها باهتمام ولكنه توفي بعد سنوات قليلة، فأكل الغبار الدراسة في أدراج الإدارة. ال حاجة إلى الندم فلم يفت الأوان بعد، لأننا تعلمنا الكثير في غضون ذلك، لأن الفرصة سانحة لإطلاق بداية حقيقية للوعي الوطني ولأن الأمر يحتاج إلى أكثر بكثير من حكومة أو من وزير لتحقيق إنجاز بهذه الأهمية. نحن بحاجة ّ إلى محرك عظيم. إلى قوة مؤثرة فعالة. إلى ضغط شعبي. ً بحاجة للكثير. إلى رأي عام. إلى تعبئة وطنية. إلى خطة خمسية. نحن إذا ولكي ال تكون هذه الخطة ميتة قبل ان تولد، نحن بحاجة إلى وعي جماعي إرادي وفاعل. نعم، نحن بحاجة إلى المجموعة المؤثرة المدنية والال سياسية »الميم«. 173 المشروع الجديد، الماء. الخطة الخمسية موجودة وتنظيم الموارد المائية يشكل عمودها الفقري. رامي ودافيد قرم هما أول »شخصين حكيمين« تبرعا بدراسة سبق أن كلفت مليون دولار في سبيل قضية عظيمة. على غرار مجلة Levant du commerce Le ،فإن وسائل الإعلام المسؤولة ً للمساعدة وللحث على ضرورة التحرك. يا لها من بداية رائعة! موجودة أيضا سأعرض عليكم باختصار دراسة بارسونز ماين ويمكن للفضوليين ّ والمشككين أن يزوروا موقع org.rihan-pari.www ،كما يمكنهم العودة إلى الملف الذي ّ أعدته مجلة Levant du Commerce le وإلى الدراسات السابقة والشاملة التي ّ أعدها موريس الجميل، ألبير نقاش وإبراهيم عبد العال. موريس الجميل هو مؤلف كتاب »التخطيط الكامل للمياه اللبنانية« وهو عمل مذهل بدقته وأنا أوصي بقراءته بشدة. ألبير نقاش هو مؤسس سد الليطاني. أما ابراهيم عبد العال، فهو معاصر لهذين الأخيرين وشريك في جهودهما، ً كما أن »جمعية أصدقاء ابراهيم عبد العال« ناشطة وال يزال تأثيره مستمرا جدا بقيادة رئيسها الحالي، ناصر نصر اهلل. ً على التعبئة من أجل سياسة المياه المسؤولة. هذه الجمعية تعمل جليا ليس هناك من شك في أن المجموعة المؤثرة المدنية والال سياسية ستتمكن من ض ّم العديد من الشركاء والحلفاء لالتزام الكبير بالخطة الخمسية. دراسة بارسونز ماين الدولية: هي وثيقة ّ أولية تقيم بطريقة دقيقة وكافية، الثروة المائية الحقيقية للبنان. وقد تم التقييم بمساعدة مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن )University Boston of Sensing Remote of Center.) 174 الماء والهواء والأرض و الإنسان إن المراقبة العلمية للأرض بواسطة صور الأقمار الصناعية شكلت ثورة في معرفة مواردنا الطبيعية. يملك المركز كل ما يلزم من أجهزة وبرامج وموظفين متخصصين في تحليل وتظهير الصور والتصريحات والبيانات التي يتم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية. لقد تمك ً ن هذا المركز مثال من اكتشاف مسطحات مائية غير متوقعة في سيناء ومصر والصومال والسودان. في خلال استكشاف مسح لبنان بفضل قمرين اصطناعيين »الندسات« )Sat Land ،)غطيا كامل الأراضي اللبنانية، حدد المركز أربعة أقاليم تحتوي على مسطحات من المياه الجوفية في مناطق ذات التشققات الحاوية للمياه تقع على بعد حوالي 8 كم جنوب طرابلس، وحوالي 12 كم شرق بيروت و 6 كم غرب بحيرة القرعون، و5 كم غرب حاصبيا. لحسن حظنا الطبيعة الكارستية التي تتميز بها الأرض اللبنانية تجعلها قادرة على امتصاص المياه مثل الاسفنجة. يمكن تأكيد هذه الملاحظات وإنضاجها )البحث عن قنوات جوفية طبيعية، البحث عن مجاري الصرف والسيول(، بفضل البيانات التي تزودنا بها »الندسات« بشكل دائم وقمر »سبوت« الاصطناعي )SPOT وهو نظام اختباري لرصد الأرض( فيفرون أيضا بيانات متعددة الأطياف ومجسمات ذات أهمية تحليلية كبيرة. هذه التحاليل ساعدت أيضا في تحديد عدد المنابع الموجودة تحت البحر على مس ّ توى منطقة شكا، وتقدر قيمة انتاجها بعشرة أمتار مكعبة في الثانية )أي ما يعادل نسبة التدفق في سد الفرعون(. هذه المراقبات الأولية سمحت ببروز التوقعات والانعكاسات الآتية والتي أدعوكم لقراءتها في الجدولين أدناه: 175 المشروع الجديد، الماء. بعد تقييم طاقاتنا المائية المحتملة يصف الاستشاريون المنهجية المعتمدة وطبيعة البيانات والمعايير التي يجب جمعها لوضع توقعات متناسقة وواقعية للاحتياجات المستقبلية. بعد ذلك يسلط الاستشاريون الضوء على ً ينبعون من أراضينا ويتدفقون فيها. ً من أصل 17 نهرا حقيقة أن 15 نهرا يأخذون على سبيل المثال الوضع في نهر الأولي ومجرى بسري فيه وبالاستناد ّ إلى بيانات مائية محددة، يضعون دراسة حول س ّ د مركب/ مركز كهرومائي، الذي بإمكانه أن ينتج الآتي: – طاقة سنوية بقوة 86 جيجاوات في الساعة )GWH )مع مجموع إنتاج سنوي بقوة 138 جيجاوات في الساعة )GWH .)على سبيل المقارنة، استهلكنا 9793 جيجاوات في الساعة )GWH )في العام 2010. – قوة إضافية من 10 ميغاواط على مدى 24 ساعة ولسبعة أيام في الأسبوع أو من 28 ميغاواط على مدى 12 ساعة لخمسة أيام في الأسبوع قبل الخسارة النهائية للتدفق. – التحكم في التدفق، بما يقلص من خطر الفيضانات وتآكل مجرى النهر. – تدفق مستمر ومدروس يوفر المياه اللازمة للري والصناعة والاستخدام المنزلي )بين مايو وسبتمبر أي بين أيار وأيلول(. – مساحات للتطوير والاستراحة والمالحة والصيد. ال شيء يختلف من حيث المبدأ عما يجب أن يكون عليه التشغيل الكهرومائي السديد والحديث لنهر. لكن الحال في بسري / الأولي هو الحال النموذجي لجميع النهار اللبنانية. 176 الماء والهواء والأرض و الإنسان 177 المشروع الجديد، الماء. 178 الماء والهواء والأرض و الإنسان ً إذن، إن وضعنا الحالي الذي يتيح لنا الاستفادة من 1120 مليون عمليا متر مكعب، )2,11 % من مجموع الأمطار السنوية على نحو 10000 مليون متر مكعب(، يمكن تطويره بما يتيح الاستفادة من 45 % من مجموع الأمطار أي 4500 مليون متر مكعب، مع الأخذ بعين الاعتبار استهلاك متوقع ل560 2 مليون متر مكعب بحدود العام 2015 فيبلغ الفائض ما نسبته 1940 مليون متر مكعب كما ذكرنا سابقا بالإضافة إلى ذلك، هذه التقديرات متحفظة وال تأخذ بالاعتبار إال50 % من استثمار موارد المياه الجوفية. أما بالنسبة لتوقعات استهلاك المياه، فإن وزارة الطاقة والمياه ال تقدرها بأكثر من 1800 مليون متر مكعب بحدود العام 2035 .مجلة Levant Du Commerce Le تقدرها ب 055 2 مليون متر مكعب بحدود العام 2020 و ب 2718 مليون متر مكعب بحدود العام 2030. في كلتا الحالتين، إن هذه الموارد مختلفة عن تلك التي في دراسة بارسونز ماين الذي ّ أذكر بانه يقدرها ب 560 2 مليون متر مكعب بحدود العام 2015. ليست لدي للأسف معلومات حول إسقاطات الاستهلاك اللبنانية المتوقعة في العام 2015 ،ولكن هناك بالفعل فارق خطير بين التوقعات الأميركية واللبنانية. هذا يقودنا إلى الاعتقاد بأن الأرقام التي يقدمونها لنا في لبنان تستحق أن يعاد النظر بها بالاستعانة بخبراء دوليين وبإقامة أبحاث مكثفة حول احتياجاتنا المستقبلية. يجب مراجعة كل تقييم، ومقارنته والتأكد منه بأكثر تدقيق. هذا ما يوصي به في الأساس بارسونز ماين. 179 المشروع الجديد، الماء. جميعها تنبع من مرتفع وجميعها تجري على المنحدرات اللبنانية قبل أن تصب في البحر، مقدمة نفس الاحتمالات التي يقدمها نهر الأولي. في الواقع ، باستثناء نهر الليطاني، اتبع مشروعان كهرومائيان هذا المسار، وهما نهرا ابراهيم وقاديشا. يوصي الاستشاري بإعادة استعراض هذه المشاريع السابقة، إما من خلال إعادة إعدادها، أو من خلال تحسينها كما يوصى بدراسة إمكانات كل الأنهار الأخرى. وأثناء القيام بذلك، يخطط لإنشاء شبكة من السدود ومراكز متتالية للطاقة الكهرومائية بحسب الارتفاعات المتوفرة، تكون مترابطة في جميع أنحاء البالد. وبصرف النظر عن توليد الطاقة فإن نتيجة مشروع كهذا ً. تنعكس في الجداول المبينة سابقا وترتكز منهجية بارسونز ماين على التطبيق المنهجي لنموذج معلوماتي HYSM Simulation Electric-Hydro( أي المحاكاة الكهرومائية ( موصول إلى شبكة من مراكز توليد الطاقة الكهرومائية الفردية أو المتعددة التي تعمل بالتوالي على مجرى النهر نفسه. وقد استخدمت هذه الدراسة الصورية بنجاح في العديد من مشاريع توليد الطاقة الكهرومائية في جميع أنحاء العالم. HYSMتأخذ بعين الاعتبار كل الأطر البنيوية الكامنة في مجرى المياه، منبعها ومخزونها وقوة تدفقها، والبيئة المحيطة بها )الموقع الجغرافي والتضاريس، والمنحدر، وطبيعة التربة الجيولوجية … الخ.( وبناء على كل هذه المعطيات، يحاكي خيارات التشغيل المختلفة ويعطي احتمالات متنوعة وأكيدة لتحسين مجرى النهر. 180 الماء والهواء والأرض و الإنسان هذه هي المنهجية التي تم اعتمادها على مجرى الأولي. ثم يقترح الاستشاريون سلسلة من التوصيات للحد من التبخر وللاستفادة المثلى من الأراضي الصالحة للزراعة ولإيجاد مساحات زراعية جديدة ً بفضل اعتماد التقنيات الزراعية الجديدة، ولإعداد صالحة اقتصاديا الهياكل الاجتماعية وتدريبها على إعادة تنظيم المناطق المعنية، ولاستخدام تقنيات جديدة في مجالي الري والزراعة، ولاستعادة المياه العادمة. ثم يقدم جدولا زمنيا من ثالث سنوات من الدراسة، لتغطية دراسة مستنفذة لجميع مواردنا المائية مع خطة عمل يمكن تطبيقها بطريقة أو ب ّ أخرى على كل من ً المشاريع التي هي في طور الإعداد، وهذا ابتداء من نهاية السنة الأولى. الجدول الزمني للتنفيذ يمتد لخمس سنوات. هذه هي خطتنا الخمسية. لست هنا بوارد عرض دراسة بارسونز ماين الأولية بأكملها عليكم، فهي تتضمن وثيقة متشعبة ومليئة بالاستنتاجات والتوصيات التي تدعمها الأرقام والخرائط والمسح الجيولوجي، وسجلاّت الأقمار الصناعية في جميع المناطق، وإسقاطات ونماذج بنسبة هطول الأمطار سنويا معلوماتية وأخيرا مراجع لمشاريع مماثلة. ً بقراءتها لأنها توضح لكم أهمية الكنز الذي ننام ولكن أوصيكم كثيرا عليه ونجهل أهميته. بل أفضل من ذلك، أنها تشعركم بالضرورة الملحة للقيام بشيء في هذا السبيل. والمذهل في ذلك هو التوزيع الجغرافي لأنهارنا وكأن للقدر دور في توزيعها، فهي تغطي بشكل منتظم كل المناطق التي تقع تحت نفوذ أحزاب وطوائف معينة بحيث تصبح جميعها معنية بهذا المشروع. 181المشروع الجديد، الماء. إن خطة وطنية خمسية للمياه يمكنها أن تتوجه في آن واحد إلى جميع القوى السياسية الحاضرة فتجندها في عمل وطني مشترك تعود فوائده ً فهم الأهمية على منطقة النفوذ والتبعية لكل حزب ولكل طائفة. يمكنكم إذا الوطنية لهذا المشروع الجديد. ً كهذا؟ إن قصر النظر، أو ً جيدا ً اقتصاديا من يمكنه أن يرفض مشروعا التراخي أو انعدام الرؤية لدى حكامنا المتعاقبين جعلتنا نغفل النظر إلى هذه الفرصة من منظار وطني جامع. كان كل طرف يبحث عن مصلحته السياسية الخاصة فتجده يشجع ً من هناك! ً من هنا ومشروعا مشروعا أما قوة الخطة الخمسية فتكمن في شموليتها، في تزامنها وفي واقعها الإقليمي الذي يغطي في وقت واحد لبنان بأكمله، من الشمال إلى الجنوب. هذا المشروع الكبير للمياه ال يقف عند هذا الحد، فعلى غرار سنغافورة، يجب أن يولد مشروع استرداد مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي بشكل متواز وسوف يؤتى بأشخاص متخصصين في هذا المجال فضال عن غيرهم من أصحاب الاختصاص. تجدر الإشارة إلى أنه في لبنان، يتم منح تراخيص البناء دون الأخذ بعين الاعتبار تفاقم جريان الماء الذي تسببه الأساسات. تذكروا الكميات الهائلة من المياه التي تضيع الى الأبد في جميع المدن الساحلية أثناء هطول الأمطار الغزيرة. فبسبب الأساسات ال تصل هذه المياه إلى الشريط الجوفي فتصب في البحر. من جهة ثانية، ليس هناك أي وعي إداري بشأن الحاجة لتكرير مياه الصرف الصحي. 182 الماء والهواء والأرض و الإنسان ً ستعمل المجموعة المؤثرة المدنية والال سياسية »الميم« بجدية هنا أيضا لخلق عقلية مدنية جديدة في هذه المسألة، تحث المسؤولين على التحرك. كيف يتم تمويل مشاريع كهذه؟ لما كانت المياه سلعة استراتيجية للغاية، لن يكون هناك أي مشكلة في ضمان تمويلها من خلال البنك الدولي. ولكن من أجل خلق وعي جماعي بمشاركة المواطنين، يمكننا ابتكار خطة مالية متاحة للأفراد بحيث تتم دعوة اللبنانيين الى المشاركة في التمويل، فيتشاركون بالتالي الفوائد الاقتصادية للخطة. من شأن ذلك أن يمنع الاحتكار وسيطرة بعض المجموعات المالية. يمكن لهذه المشاركة أن تكون من خلال حصة مفتوحة للجمهور مع حوافز مشجعة. تذكروا أنه في القرن التاسع عشر، أدى نهج مشابه إلى تأمين الأموال اللازمة لحفر قناة السويس. سوف نرى في القسم الخامس، وهو بعنوان »خطة العمل«، الدور المحرك ً فلن ل »الميم« من أجل إطلاق مشروع كهذا. هذا الدور سيكون أساسيا ً بأماني ورعة ذات طابع اس ّ تشاري، ولكن بحس حقيقي يكون الأمر متعلقا عميق للرأي العام. إن ضمان البدء بخطة خمسية سيتم بضغط جماهيري فريد من نوعه ً لخطر تكرار أنفسنا. وذلك تفاديا وسيكون تتويجها بمثابة ثورة تضم أكثر من مليون مواطن من كل الانتماءات السياسية أو الطائفية مطالبين بإجراءات فورية ومن دون أي مواربة. إنها بمثابة ثورة مائية. ماء من دون لون ومن دون طعم ومن دون أيديولوجية.

المعاينة 0 الرد المواضيع
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

CONTACT US

We're not around right now. But you can send us an email and we'll get back to you, asap.

Sending

Log in with your credentials

or    

Forgot your details?

Create Account